ويرى الشهاب محمود أنه لم يعد أمام الناس ما يقولونه في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد أن أثنى الله تعالى عليه في كتابه العزيز، ولكن الشعراء يمدحون النبي الكريم ليسموا بهذا المديح، فقال:
بمديح رسول الله أرفع قدري ... وأرجّي بنظمه حطّ وزري
إنّ من قد أثنى الإله عليه ... لغنيّ عن كلّ نظم ونثر
وكفاه ما أنزل الله فيه ... من ثناء من الأنام وشكر
إنّما عادة المحبّين أن يغ ... روا بذكر الأحباب والحبّ يغري «٢»
فإذا ما اجتمع هذا الاعتقاد مع التّهيّب، كان الحذر الشديد في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان الإخلاص في مدحه، وكان التعبير الصادق المفعم بالإيمان والحب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
بيد أن البوصيري لم يستسلم لهذه الحقيقة، وجرّد همّته لقطف بعض معاني السمو المحمدي، فقال: