وعن ابى ذر قال:«سمعت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ما الكرسي فى العرش الا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهر فلاة من الأرض «٤٠» » .
وقد اختلف اللغويون فى تفسير معنى الكرسي، فالأصمعى قال: الكراسة:
الكتاب، سميت بذلك لأنه جمع فيها العلم والحكمة «٤١» .
ويقال للعلماء (الكراسي) لأنه المعتمد عليهم، كما يقال ارتاد الأرض، يعنى بذلك ان الأرض تصلح بهم. ومنه قول الشاعر:
يحف بهم بيض الوجوه وعصبة ... كراسي بالأحداث حين تنوب «٤٢»
والعرب تسمى اصل كل شيء الكرسي، يقال: فلان كريم الكرسي: اى كريم الأصل «٤٣» .
ويذهب الزجاج الى ان الكرسي فى اللغة الشيء الذي يعتمد عليه ويجلس عليه «٤٤» .
اما الزمخشري فيذهب الى ان الكرسي منسوب الى كرسي الملك، كقولهم دهري «٤٥» .
وأخيرا، نرى ان مقاتلا فسر الكرسي تفسيرا ماديا واعتمد فى وصفه على الاسرائيليات، ولذلك نرفض ما رواه مقاتل فى وصف الكرسي، ونقول: اما ان يكون من المتشابه الذي نؤمن به مع التفويض والتنزيه، او نحمله على معنى من المعاني اللغوية التي أوردناها.
(٣٩) الزينة: ٢/ ١٦٠ وانظر نفس الخبر عن عطاء: لسان العرب مادة (كرسي) . (٤٠) الطبري، تفسير: ٣/ ٩- ١١. (٤١) الزينة: ٢/ ١٥٢، قال العجاج: يا صاح هل تعرف رسما مكرسا ... قال: نعم أعرفه وابلسا انظر البيت فى لسان العرب مادة (كرسي) . (٤٢) الطبري، تفسير: ٢/ ٩- ١١ عن سعيد بن جبير. وانظر البيت فى الزينة: ٢/ ١٥١، وفى أساس البلاغة نقلا عن قطرب مادة (كرسي) . (٤٣) الطبري: تفسير: ٣/ ٩- ١١، والزمخشري: الأساس مادة (كرسي) ، ولسان العرب مادة (كرسي) . [.....] (٤٤) لسان العرب، مادة (كرسي) . (٤٥) الأساس مادة (كرسي) .