من سورة النساء في ج ٣. الحادية والأربعون: قال ثم رأيت رجالا لهم بطون أمثال البيوت، فيها حيات يراها الرائي من خارجها بطريق آل فرعون، يمرون عليهم كالإبل المهيومة حين يعرضون على النار، لا يقدرون أن يتحولوا عنها من مكانهم ذلك، فتطأهم آل فرعون، قلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء أكلة الربا. روى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم في قصة الاسراء قال انطلق بي جبريل إلى رجال كثير كل رجل بطنه مثل البيت الفخم، منضدين على سابلة آل فرعون، وساق الحديث، وتقدم آنفا أن الله تعالى مثل له أكلة الربا في الأرض بغير هذا الوصف كما مر في المعجزة الثانية عشرة، الثانية والأربعون: قال ثم رأيت اخونة عليها لحم طيب ليس عليها أحد، وأخرى عليها لحم نتن عليها أناس يأكلون، قلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال الذين يأكلون الحرام من أموال الناس ويتركون الحلال، وتنطبق هذه على الزناة الممثل لهم في الأرض بغير هذا الوصف كما مر في المعجزة السادسة عشرة، وإنما كرر التمثيل لهذين الجنسين لقبح فعلهم وفظاعته عند الله تعالى. الثالثة والأربعون: قال ثم رأيت نساء معلقات بأثديتهن فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء اللاتي أدخلن على الرجال ما ليس من أولادهن، أي ليس من نطف أزواجهن. الرابعة والأربعون:
قال عليه السلام ثم عرج بي إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل، قيل ومن معك؟
قال محمد، قيل أوقد بعث إليه؟ قال نعم، ففتح لنا، فإذا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا عليهما السلام، يشبه أحدهما صاحبه بثيابهما وشعرهما وحسنهما وقربهما من السن أيضا لأن يحيى أكبر من عيسى بستة أشهر فقط، وقتل بعد بعثة عيسى، أي رسالته لانه نبىء في المهد ويحيى نبىء وأرسل وهو صغير، راجع الآيتين ١٢ و ٢٠ من سورة مريم المارة. ومعهما نفر من قومها، فرحتبا بي، ودعيا لي بخير. الخامسة والأربعون: قال ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل، فقيل من معك؟ قال محمد، لم ينسبه جبريل لخزان السموات ولا لغيرهم من الملائكة لأنهم يعرفونه من يوم حمله وولادته وبعثته (والمراد بقولهم أو بعث إليه أي للعروج إلى ربه لا البعثة إلى الخلق لانها معلومة عندهم أيضا وهم ينتظرون