ومحبة العبد لربه لها علامات تعتبر شروطاً في المحبة لا يتصور وجودها مع عدم [وجود] شرط منها، وأظهرها:
١-تقديم محابِّ الله وإن خالفت هواه وبغض ما يبغضه ربه وإن مال إليه هواه. قَالَ تَعَالَى:{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أفأنت تكون عليه وكيلا}(٢) ، وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وأضله الله على
(١) البقرة: ١٦٥، وهذه الآية لها تفسيران، الأول: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي غيره * أي غيره {أنداداً يحبونهم كحب الله} أي كالحب الذي ينبغي أن لا يكون إلا لله {والذين آمنوا أشد حباً لله} أي من حب المشركين لآلهتهم، وذلك أن الحب الذي لا يكون إلا لله درجات. الثاني: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي غيره معه، فيصير المراد: ومن الناس من يتخذ مع الله ... {أنداداً يحبونهم كحب الله} أي يحبون شركاءهم كحبهم لله {والذين آمنوا أشد = = حباً لله} أي من حب المشركين له. وذلك لأن حب المؤمنين لم ينقسم بين شريكين فحبهم كله لله وحده. انظر فتح المجيد ص٣٩٥، ٣٩٦ - دار الحديث. (٢) الفرقان: ٤٣.