الأول - التفسير وهو إيضاح المعنى وبيانه، وهذا اصطلاح جمهور المفسرين، ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم لابن عباس:"اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل"(١) ،
وهذا معلوم عند العلماء في آيات الصفات وغيرها.
الثاني - الحقيقة التي يؤول الشيء إليها، وهذا هو المعروف من معنى التأويل في الكتاب والسنة، كما قال تعالى:{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ}[الأعراف: ٥٣] ، وقوله تعالى:{ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[النساء: ٥٩] . فتأويل آيات الصفات بهذا المعنى هو الكنه والحقيقة التي هي عليها، وهذا لا يعلمه إلا الله.
الثالث - صرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى الذي يُخالف الظاهر، وهو اصطلاح المتأخرين من المتكلمين وغيرهم. وهذان نوعان؛ صحيح وفاسد:
فالصحيح: ما دلّ الدليل عليه، مثل تأويل قوله تعالى:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[النحل: ٩٨] . إلى أن المعنى إذا أردت أن تقرأ.
والفاسد: ما لا دليل عليه؛ كتأويل استواء الله على عرشه باستيلائه، ويده بقوته ونعمته، ونحو ذلك.
(١) -رواه البخاري (١٤٣) كتاب الوضوء، ١٠ - باب وضع الماء عند الخلاء و (٧٥) كتاب العلم، ١٧ - باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: اللهم علمه الكتاب.
ومسلم (٢٤٧٧) كتاب فضائل الصحابة، ٣٠ - باب فضائل عبد الله بن عباس.