فَالْقِسْمُ الأَوَّلُ: قَالُوا: لا يَجُوزُ عَقْلا وَلا شَرْعًا، وَزَعَمُوا أَنَّ النسخ هو عين البداء٢.
١ قال الفيومي في المصباح المنير١/ ٤٦: "وبدا له في الأمر، أي: ظهر له ما لم يظهر أوّلاً والاسم البداء". وقد جاء في القرآن كلمة البداء على معنين: أوّلاً: الظهور بعد الخفاء كقوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} سورة الزمر (٤٨). ثانياً: نشأة رأي جديد لم يكن، كقوله تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} يوسف (٣٥) والله سبحانه وتعالى منزه عن أن يتصف بالبداء بكلا المعنين. ٢ وهم الشمعونية؛ نسبة إلى شمعون بن يعقوب. انظر: النسخ في القرآن الكريم١/ ٢٧.