الطِّيب مُركَّب مخصوص يعرفه أهل الحجاز وغيرهم، وهو من فتات قصب الطِّيب الذي يُجاء به من الهند، كقصب النُّشَّاب وغيره. وقيل: إن كل طيب مركب تُجمع مفرداته ثم تسحق وتنخل ثم تُذَرُّ في الشعر والطَّوْق فهو ذريرة (١٧٠) .
عن عائشةَ رضي الله عنها قالت:(طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي بِذَرِيرَةٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، لِلْحِلِّ وَالإِْحْرَامِ)(١٧١) .
وعن بعض أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم (١٧٢) ، قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خرج في أصبعي بَثْرة، فقال:«عِنْدَكِ ذَرِيرَةٌ؟» ، قلت: نعم، قال: «ضَعِيهَا عَلَيْهَا،
(١٧٠) انظر: "النهاية" لابن الأثير (٢/١٥٧) ، و"الفتح" لابن حجر (١٠/٣٨٤) ، وكذلك "المنهاج شرح مسلم" للنووي (٨/٣٤١) . (١٧١) متفق عليه: أخرجه البخاري؛ كتاب: اللباس، باب: الذريرة، برقم (٥٩٣٠) ، ومسلم؛ كتاب: الحجّ، باب: الطيب للمُحرِم عند الإحرام، برقم (١١٨٩) . (١٧٢) الذي يظهر أن من روى هذا الحديث من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هي زينب بنت جحشٍ رضي الله عنها، كما في مستدرك الحاكم (٤/٢٠٦) ، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في الهامش (٢٦) .