ومعناها الدلالة على انتهاء الغاية نحو: سهرت الليلة حتى السحر. والأصل دخول الغاية في حكم ما قبلها إلا إذا وجد قرينة. بخلاف (إلى) فإن الغاية لا تدخل معها كقوله تعالى: {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}(١) إلا بقرينة كقوله تعالى: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}(٢) أي: مع المرافق بدليل السنة. (٣)
٥-واو القسم وتاء القسم.
والواو لا تختص بظاهر معين نحو: والله لأفعلن الخير أو: والرازق أو والذي نفسي بيده ونحو ذلك. ولا يجوز القسم إلا بالله تعالى أو صفة من صفاته، وأما التاء فلا يجر بها إلا لفظ الجلالة كقوله تعالى:{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}(٤) .
لما فرغ من ذكر المجرور بالحرف ذكر المجرور بالإضافة.
وقوله:(أو بإضافة اسم) معطوف على قوله (بحرف) أي: يخفض الاسم بالحرف، أو بسبب إضافة اسم إليه، لأن العامل في المضاف إليه هو المضاف - على الأصح - لاتصال الضمير المضاف إليه به. والضمير لا يتصل ِإلا بعامله نحو: كتابك جديد، لا الإضافة نفسها، كما هو ظاهر عبارة المصنف - رحمه الله - (٦) .
والإضافة نوعان:
(١) سورة البقرة، آية: ١٨٧. (٢) سورة المائدة، آية: ٦. (٣) إعراب القرآن للعكبري (١/٤٢١) . وانظر: حديث رقم (٢٤٦) في صحيح مسلم. (٤) سورة الأنبياء، آية: ٥٧. (٥) سورة سبأ، آية: ٣٣. (٦) المضاف عامل لفظي. والإضافة عامل معنوي. وتقدم ذلك في أول الكتاب.