[شديد الحب] لرسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم [وقد تغير] لونه ونحل جسمه فعرف الحزن في وجهه فقال له: "يا ثوبان! ما غير [لونك؟ " فقال] : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بي مرض ولا وجع غير إني إذا لم أرك اشتقت إليك [واستوحشت] وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك [هناك] ؛ لأني عرفت إنك ترفع مع النبيين، وإني إن دخلت الجنة كنت في [منزلة أدنى] من منزلتك وإن لم أدخل فذاك حين لا أراك أبدا فأنزل الله [تعالى هذه] الآية ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: "والذي [نفسي بيده] لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله والناس [أجمعين] ".
وقال مقاتل بن سليمان١: قال رجل من الأنصار يسمى عبد الله [بن زيد] بن عبد ربه وهو [الذي] ٢ رأى الأذان مع عمر: يا رسول الله إنا [إذا خرجنا] من عندك إلى أهلينا اشتقنا إليك فلم ينفعنا شيء حتى نرجع [إليك] فذكرت درجتك في الجنة فكيف لنا برؤيتك إن دخلنا الجنة؟
[فنزلت] هذه الآية قال: فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حديقة [أتاه] ابنه فأخبره فقال عند ذلك: اللهم لا أرى شيئا بعد حبيبي [أبدًا، فعمي مكانه] وذلك من شدة حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرج ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف [عن مقاتل] بن حيان في قوله: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} قال: هو فيما بلغنا عبد الله [بن أبي رأس] ٣
١ في "تفسيره" "١/ ٢٥٠-٢٥١". ٢ سقطت من الأصل، واستدركتها من مقاتل. ٣ استدركت هذا الذاهب من "تفسير مقاتل بن سليمان" "١/ ٢٥١".