في حين خالف بعض المفسرين منهم مجاهد حيث يقول: أن الصلصال هو الطين المنتن (١).
حجة من قال: إن الصلصال هو الطين اليابس الذي يسمع له صلصلة:
حجتهم في ذلك أنه جاء مفسراً في موضع آخر بالفخار في يبسه، أي بما تقضي به قاعدة المبحث.
قال أبو عبيدة:" الصلصال: الطين اليابس الذي لم تصبه نار، فإذا نقرته صلّ , فسمعت له صلصلة، فإذا طبخ بالنار فهو فخار , وكل شئ له صَلصلةَ صوت , فهو صلصال سوى الطين"(٢).
وقال الطبري في ذلك:" والذي هو أولى بتأويل الآية أن يكون الصلصال في هذا الموضع الذي له صوت من الصلصلة، وذلك أن الله تعالى وصفه في موضع آخر فقال:{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}(٣) فشبهه تعالى ذكره بأنه كان كالفخَّار في يُبسه "(٤).
وقال الرازي: " الصلصال الطين اليابس الذي يصلصل وهو غير مطبوخ، وإذا طبخ فهو فخار. قالوا: إذا توهمت في صوته مداً فهو صليل، وإذا توهمت فيه
(١) انظر قول مجاهد في تفسير الطبري، ج ١٤، ص ٣٧، والبحر المحيط، ج ٥، ص ٤٤٠. (٢) مجاز القرآن / أبو عبيدة، ج ١، ص ٣٥٠. (٣) سورة الرحمن، الآية (١٤). (٤) جامع البيان / الطبري، ج ١٤، ص ٣٧.