الشرطان معاً جاز الحذف قياساً، نحو: ما مثُل أخيك ولا أبيك يقولان ذاك، فالتقدير: ولا مثلُ أبيك. وكذلك إذا قلت: ما مثل أخيك يقول ذاك زلا أبيك، تقديره: ولا مثلُ أبيك. ومثلهُ: ما كلُّ سوداء تمرةً ولا بيضاءَ شحمةً، أي: ولا كلُّ بيضاء. وأنشد سيبويه لأبي دُؤاد (١).
أكلَّ امرئٍ تَحسبينَ امرأً
ونارٍ توقَّدُ باللَّيل نارا
وانشد في الشَّرحِ (٢):
لم أَرَ مثلَ الخيرِ يتركُه الفَتَى
ولا الشرِّ يأتيه الفتى وهو طائعُ؟
وقول الآخر (٣):
لو أنَّ الأنسِ والجن داويا الَّـ
ذي بِيَ من عَفْراء ما شَفَياني
وقول الآخر (٤):
لو أنَّ عُصمَ عمايتين ويذبُلٍ
سَمِعا حديثَك أنزلا الأَوْعالا
في أبيات أُخَرَ.
(١) الكتاب ١/ ٦٦، والبيت في أمالي ابن الشجري ١/ ٢٩٦، والإنصاف ٤٧٣، وابن يعيش على المفصل ٣/ ٢٦، ٢٧، ٢٩، ٧٩، ٥/ ١٤٢، ٨/ ٥٢، ٩/ ١٠٥، والمغني ٢٩٠، وشرح أبيات المغني للبغدادي ٢/ ١٦٥، ٣/ ٣٠٤. (٢) شرح التسهيل، ورقة ١٨١، والهمع ٤/ ٢٩٢، الأشموني ٢/ ٢٧٣. وهو مجهول القائل. (٣) شرح التسهيل، ورقة ١٨١، والهمع ٤/ ٢٩٢. ولا نعرف له نسبة. (٤) جرير، ديوانه ٣٦١، وهو في البغداديات ٤٤٥، وشرح المفصل لابن يعيش ١/ ٤٦، والهمع ١/ ١٤٢، ومعجم ما استعجم ٩٦٦.