وقوله:((يأتي خلفا عنه في الإعراب))، يريد أنه يعرب المضاف إليه بإعراب المضاف إذا/ حُذِف، ٣٩٧ فضمير ((يأتي)) عائد على ((ما)) في ((ما يلي المضاف))، وهو المضاف إليه. وفي ((عنه)) عائد على المضاف. وإنما يأتي خلفاً عنه في الإعراب غالباً لا لازماً، لقوله على أثره:((وربّما جَرُّو الذي أبقوا)). فالمضاف إليه عند حذف المضاف على وجهين:
أحدهما: أن يبقى على إعرابه كأن المضاف موجود لم يُحذف. وهو القليل.
والثاني: أن ينوب عنه في إعرابه كما قال، فيرتفع على الفاعلية، كقولهم: بنو فلانٍ يَطَؤُهم الطريقُ (٢). أو على الابتداء (٣) كقوله: (ولكن البَّر من آمن بالله)، وعلى خبر الابتداء نحو (٤):
وشّرُ المنايا ميتٌ بيت أَهْلِه
(١) شعر الخوارج ٢٣. ورواية عجزه فيه: عند الولاية في طه وعمران. (٢) الكتاب ١/ ٢١٣، ٣/ ٢٤٧، والخصائص ٢/ ٤٤٦، واللسان: وطأ. (٣) كذا في النسخ، وقد تقدّم تخريجه من قريب على أنه الحذف من الخبر، فقال: ((بّر من آمن بالله)). وهو تخريج سيبويه وقطرب. وهناك تخريج للزجاج على أنه الحذف من الاسم، والتقدير: ((ولكن ذا البرّ)). فلعله أراد هنا هذا التخريج، وهو يريد بالابتداء ما صار اسماً لِلكنَّ. انظر البحر المحيط ٢/ ٣. (٤) تقدم البيت من قريب.