وأما دونُ فنحو قولك: جلست من دونُ. تريد: من دونِ ذلك المكان المعروف. أنشد سيبويه (١):
لا يحملُ الفارسَ إلاَّ المَلْبُونْ
المَحْضُ من أمامِه ومن دُونْ
فالقافية هنا لو كانت مطلقة الرَّوِيّ لكان مبنياً على الضمِّ، لأنه في نية الإضافة.
وأما الجهات فتقول فيها: جلستُ عند زيدٍ من خلفُ، أو: من أمامُ، أو: من قدّامُ، أو: من فوقُ، أو: من تحتُ. وما أشبه ذلك. ومنه ما أنشد سيبويه، لأبي النجم (٢):
أقبُّ من تحتُ عريضٌ من علُ
وقال الآخر (٣):
(١) الكتاب ٣/ ٢٩٠، والتصريح ٢/ ٥٢، واللسان: دون، لبن. وفرس ملبون: يغذى باللبن. والمحض: اللبن الخالص. (٢) الكتاب ٣/ ٢٩٠، والخصائص ٢/ ٣٦٣، والأشموني ٢/ ٢٦٢، واللسان: علا. والأقبّ: الضامر، والقبب: دقة الخَصْرِ وضمور البطن، والأنثى: قبَاء. (٣) هو طرفة، ديوانه ١١٣. والبيت المثبت ملفق من بيتين كما في الديوان، هما أدّت الصنعة في أمتُنها فهي من تحت مَشَيحات الحُزُمْ وَتفرّي اللحم من تعدائها والتغالي فهي قبٌّ مالعَجَمْ الصنعة: القيام على الخيل بالعلف. مشيحات: جادات سريعات. وقيل المشيح: الذي لحق بطنه بظهره فضمر وارتفع حزمه. تفري: تقطع وذهب. والتغالي: التباري في العدو. والعجم: النوى. شبه الخيل في صلابتها بالجم وهو النوى.