ولم يأت ذلك في غير غُدوة، ولذلك عيّنه الناظم بقوله:((ونصبُ غدوةٍ به (٣) عنهم ندر))، وإلا فكان يقول: والنصب به نادرٌ.
فإن قلت: فقد أنشد سيبويه (٤):
من لَدُ شولاً فإلى إِتْلاَئِها
فنصب شولاً بعد لَدُ.
فالجواب: أن شولاً هنا ليس بمنصوب بلَدُ، بل بإضمار فعلٍ هو كان ونحوها، والتقدير: من لد كانت شولاً، لأن شولاً هنا جمع شائلة، فلا يجوز أن
(١) ديوانه ٥٩. في الأصل: شديدهم. وهو خطأ. وطويل النبات: جبل بين اليمامة والحجاز، سمي كذلك بهضبات طوال حواليه. والعيون: اسم جبل. وضفلع: ماء لبني عبس. يقول: ذهب روعهم عندما انتهوا إلى هذه المواضع. (٢) هو أبو سفيان بن حرب، كما في سيرة ابن هشام ٢/ ٧٥. والبيت من شواهد التصريح ٢/ ٤٦، والهمع ٣/ ٢١٨، والأشموني ٢/ ٢٦٣، وفي العيني ٣/ ٤٢٩. (٣) س: بها. (٤) الكتاب ١/ ٢٦٤. وهو من شواهد ابن الشجري في أماليه ١/ ٢٢٢، وابن يعيش على المفصل ٤/ ١٠١، ٨/ ٣٥، والمغني ٤٢٢، والرضي على الكافية ٢/ ١٥٢، والهمع ٢/ ١٠٥، وفي الخزانة ٤/ ٢٤. والشول: واحدها شائلة، وهي التي أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر فخف لبنها. وناقة مُتْل ومتلية: يتلوها ولدها، أي يتبعها.