للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أوسُ بن حجرٍ (١):

لَدُن غُدوةً حَتَّى أغاثَ شَرِيدهم

طويلُ النباتِ والعيونُ وضَفْلَعُ

وقال الآخر (٢):

وما زال مُهرِي مَزْجَرَ الكلبِ منهمُ

لَدُن غدوةً حتَى دَنَتْ لغرُوُبِ

ولم يأت ذلك في غير غُدوة، ولذلك عيّنه الناظم بقوله: ((ونصبُ غدوةٍ به (٣) عنهم ندر))، وإلا فكان يقول: والنصب به نادرٌ.

فإن قلت: فقد أنشد سيبويه (٤):

من لَدُ شولاً فإلى إِتْلاَئِها

فنصب شولاً بعد لَدُ.

فالجواب: أن شولاً هنا ليس بمنصوب بلَدُ، بل بإضمار فعلٍ هو كان ونحوها، والتقدير: من لد كانت شولاً، لأن شولاً هنا جمع شائلة، فلا يجوز أن


(١) ديوانه ٥٩. في الأصل: شديدهم. وهو خطأ. وطويل النبات: جبل بين اليمامة والحجاز، سمي كذلك بهضبات طوال حواليه. والعيون: اسم جبل. وضفلع: ماء لبني عبس. يقول: ذهب روعهم عندما انتهوا إلى هذه المواضع.
(٢) هو أبو سفيان بن حرب، كما في سيرة ابن هشام ٢/ ٧٥. والبيت من شواهد التصريح ٢/ ٤٦، والهمع ٣/ ٢١٨، والأشموني ٢/ ٢٦٣، وفي العيني ٣/ ٤٢٩.
(٣) س: بها.
(٤) الكتاب ١/ ٢٦٤. وهو من شواهد ابن الشجري في أماليه ١/ ٢٢٢، وابن يعيش على المفصل ٤/ ١٠١، ٨/ ٣٥، والمغني ٤٢٢، والرضي على الكافية ٢/ ١٥٢، والهمع ٢/ ١٠٥، وفي الخزانة ٤/ ٢٤.
والشول: واحدها شائلة، وهي التي أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر فخف لبنها. وناقة مُتْل ومتلية: يتلوها ولدها، أي يتبعها.

<<  <  ج: ص:  >  >>