ح - صفاء السريرة للطلاب: فقد جرت سُنَّةُ الله أن من صفت سريرته، وغَزُرَتْ صالحاته -أحدقت إليه الضمائر الحرة، وأوْلَتْهُ ودًَّا وانعطافًا. (١)
فإذا كان المعلم صافي السريرة سليم الصدر للطلاب أحبه الطلاب، وعلموا منه الإخلاص لهم، والرحمة بهم، ولو كان يؤدبهم ويعاقبهم على أخطائهم.
فلا ينبغي أن يستهان بإضمار المحبة للطلاب والشفقة عليهم؛ بحجة أنهم لا يدركون ذلك.
لا؛ بل إنهم يدركون ويميزون، ويلحظون ذلك من نظرات العيون.
وصدق من قال:
والعين تنطق والأفواه صامتة ... حتى ترى من ضمير القلب تبيانا
العين تبدي الذي في نفس صاحبها ... من العداوة أو ودٍّ إذا كانا
(٢)
ومن قال:
إن العيونَ على القلوب شواهد ... فَبَغِيْضُها لك بَيِّنٌ وحبيبُها
وإذا تلاحظت العيونُ تفاوضت ... وَتَحَدَّثَتْ عَمَّا تُجِنُّ قلوبها
يَنْطِقْنَ والأفواهُ صامتةٌ فما ... يخفى عليك بريئُها ومريبها
(٣)
لا تسألنَّ المرء عما عنده ... واسْتمْلِ ما في قلبه من قلبكا
إن كان بغضًا كان عندك مثلُهُ ... أو كان حبًا فاز منك بِحُبِّكا
(٤)
هذه بعض الأمور التي تحبب المعلم لطلابه، وتحببهم به.
(١) انظر مناهج الشرف ص٥٣.(٢) الخصائص لابن جني ١ / ٢٤٧.(٣) الأبيات لمحمود الوراق، انظر ديوانه تحقيق د. وليد قصاب ص٨٤.(٤) ديوان محمود الوراق ص١٥٦.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute