وقال تعالى:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ}(١) دلت الآية بمفهومها على أنه لو لم يخرج من العهدة -بأمرهم ونهيهم- لكان ملومًا.
قال صلى الله عليه وسلم «الدِّينُ النَّصِيحةُ -ثلاثًا-، قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»(٢)(٣) فمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فقد أدى النصيحة التي هي الدين، بعد استقامته هو على ما يأمر به وينهى عنه وامتثاله لذلك.
٣- رجاء انتفاع المأمور والمنهي بتقوى الله تعالى باجتناب المنهيات وفعل المأمورات:
كما قال تعالى عن الفرقة الناهية في قصة أصحاب السبت {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}(٤) وقال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}(٥) .
وقال تعالى في بيان من ينتفع:{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}(٦) .
(١) سورة الذاريات آية: ٥٤. (٢) مسلم: الإيمان (٥٥) , والنسائي: البيعة (٤١٩٧) , وأبو داود: الأدب (٤٩٤٤) , وأحمد (٤ / ١٠٢) . (٣) الحديث رواه مسلم وهو في الأربعين النووية. (٤) سورة الأعراف آية: ١٦٤. (٥) سورة الذاريات آية: ٥٥. (٦) سورة الأعلى آية: ١٠.