أراد الله تعالى من عباده أن يصلحوا في الأرض، ولا يفسدوا، لأن الإفساد في الأرض يعود على استخلاف الله للإنسان والغرض منه بالنقض، ولكن أهل الباطل -كعادتهم - لا ترضى نفوسهم بالصلاح والإصلاح، فيجتهدون في الإكثار من الإفساد فيها، ويسمون إفسادهم إصلاحا.
ويشمل ذلك الإفساد: النسل والنفس والعقل والمال، إضافة إلى إفساد الدين، يستغلون خيرات الأرض وبركات السماء، لنشر فسادهم وظلمهم، وإنزال الرعب على الآمنين واستعباد الناس وإذلالهم والتكبر عليهم، كما قال تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}{أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(١) .