فقلنا: إن قول الله عز وجل: {بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} ليس يعني جلودًا أُخرى غير جلودهم، وإنما يعني بتبديلها: تجديدها (١)، لأن جلودهم إذا نضجت جددها الله».
ثم تكلَّم على آياتٍ من مشكل القرآن، ثم قال: «مما (٢) أنكرت الجهمية الضُّلّال أن الله عز وجل على العرش، وقد قال تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه/٥]، وقال تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}[الفرقان/٥٩]، ثم ساق أدلة القرآن ثم قال: ووجدنا كل شيء أسفل مذمومًا، وقد قال تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ... }[النساء/١٤٥]، وقال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ}[فصلت/٢٩]».
ثم قال: «ومعنى قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ}[الأنعام/٣]، يقول: هو إله مَنْ في السماوات، وإله مَنْ في الأرض، وهو على العرش، وقد أحاط علمه بما دون العرش، لا يخلو من علمه مكان، ولا
(١) سقط من (ب): «غير جلودهم، وإنما يعني بتبديلها: تجديدها». (٢) في كتاب الرد على الجهمية: «وإن مما».