تعالى:" الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى "[طه: ٥]، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا "(١)، وقول الله - تعالى -: " وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً "[الفجر]، وقوله:" إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ "[السجدة: ٢٢].
التعليق
يفهم مقصود هذه القاعدة من القاعدتين السابقتين اللتين أحال الشيخ - رحمه الله - عليهما، وهما القاعدة الثالثة والخامسة، ولا ريب أنَّ المعول في إثبات الأسماء والصفات على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما قال الإمام أحمد:(لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث)(٢)، وقوله - رحمه الله -: (لا يتجاوز القرآن والحديث) أي: لا يزاد على ما ورد فيهما؛ أي: لا يوصف بما لم يرد في كتاب ولا سنة؛ وهذا معنى: أنَّ صفاته - تعالى - توقيفية.
وهذا لا يمنع من دلالة العقل على بعض الصفات، فإنَّ من الصفات ما تتظافر عليها أنواع الأدلة؛ كالعلو لله - تعالى - فقد دلَّ عليه: الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة.
ومن الصفات التي دلَّ عليها العقل مع دلالة النقل: العلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام، والمحبة، والرحمة، والحكمة.
ومن الصفات ما طريق العلم به هو الخبر: كالوجه، واليدين، والاستواء، والضحك، والفرح.
وقول الشيخ - رحمه الله -: (لا مجال للعقل فيها): يريد أنَّ العقل لا يستقل
(١) أخرجه البخاري (١٣١٧)، ومسلم (٣٣٩٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. (٢) أخرجه ابن بطة في الإبانة (٣/ ٣٢٦)، ونقله شيخ الإسلام في الحموية (ص ٢٧١) وغيرها.