والكمال: ضده النقص؛ فجميع أسماء الله حسنى، وجميع صفاته صفات كمال؛ فلا يلحقه النقص، كما جاء في دعاء الاستفتاح:" والشر ليس إليك "(١) يعني: أن الشر لا يدخل في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله (٢).
والدليل على أن صفاته - تعالى - صفات كمال:
١ - قوله تعالى:" للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى "[النحل: ٦٠]، والمثل الأعلى أي: الوصف الأطيب والأكمل.
٢ - ووَصَفَ أسماءه بأنها حسنى " ولله الأسماء الحسنى "[الأعراف: ١٨٠]، ولا تكون كذلك إلا إذا تضمنت صفات كمال , ولو كانت ألفاظًا لا تدل على معان لما كانت حسنى، ولو دلت على صفات نقص لما كانت حسنى، وحسنى أفعل تفضيل , فله - تعالى - الوصف الأكمل، وله من كل صفة غايتها , وهو منزه عن كل نقص.
٣ - والله قد أثنى على نفسه بما له من صفات الكمال في آيات كثيرة.
ثم إن صفات الكمال معروفة معقولة , فالسمع والبصر والحياة كمال , والصمم والعمى والموت نقص.
وإذا كان المخلوق يتصف بالكمال فالخالق أولى (٣) , لأن صفات الكمال للمخلوق جائزة له فيجوز أن يتصف بها أو بضدها , وأما الخالق فهي واجبة له - سبحانه وتعالى -، فالحياة واجبة بمعنى: أنها لا تنفك عن ذاته , وكذلك كل الصفات الذاتية واجبة , وهي في حق المخلوق جائزة , فالمخلوق يجوز عليه الحياة والموت , وتجوز عليه هذه الصفات
(١) أخرجه مسلم (٧٧١) من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. (٢) بدائع الفوائد (١/ ٢٨٧ وما بعدها). (٣) مجموع الفتاوى (٦/ ٧٦، ٨١)، شرح الرسالة التدمرية (١٦٥ وما بعدها).