١٤٧ - * روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما كان ليلة أُسري بي وأصبحتُ بمكة فَظِعْتُ بأمري، وعرفتُ أن الناس مُكذبيِّ، فقعدتُ معتزلاً حزيناً"، فمر به عدو الله أبو جهلٍ، فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيءٍ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم" قال: وما هو؟ قال:"إنه أُسري بي الليلة" قال: إلى أين؟ قال:"إلى بيت المقدس" قال: ثم أصبحت بين ظاهرنينا؟ قال:"نعم" فلم ر أنه يُكذبه، مخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه إليه، قال: أرأيت إن دعوت قومك أتُحدثهم ما حدثتني؟ قال:"نعم" قال: هيا معشر بني كعب بن لؤي حتى قال: فانتقضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما قال: حدث قومك بما حدثتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني أُسري بي الليلة" قالوا: إلى أين؟ قال:"إلى بيت المقدس" قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال:"نعم" قال: فمن بين مصفقٍ ومن بين واضعٍ يده على رأسه متعجباً للكذب - زعم - قالوا: وهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فذهبتُ أنعت فما زلت انعت حتى التبس عليَّ بعض النعت قال: فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وُضِعَ دون دار عقاب أو عقيل فنعتهُ، وأنا أنظرُ إليه قال: وكان مع هذا نعتٌ لم أحفظهُ" قال: فقال القوم: أما النعت فوالله لقد أصاب.
١٤٨ - * روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليلة
١٤٧ - أحمد في مسنده (١/ ٣٠٩) والبزار: كشف الأستار (١/ ٤٦)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٦٥) وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح. فظعت بأمري: أي: اشتد علي رهبته. ١٤٨ - البخاري (٦/ ٤٧٦) ٦٠ - كتاب أحاديث الأنبياء - ٤٨ - باب: قول الله تعالى: (اذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها). ومسلم (١/ ١٥٤)، ١ - كتاب الإيمان - ٧٤ - باب: الإسراء برسول الله إلى السماوات وفرض الصلاة. والترمذي (٥/ ٣٠٠) ٤٠ - كتاب التفسير - ١٨ - باب: ومن سورة بني إسرائيل. مُضطربُ: رجل مضطرب الخلقة، يجوز أن يريد به: أنه غير متناسب الخلقة، وأن أعضاءه متباينة، لكنه قال في حديث آخر في صفة موسى عليه السلام: "إنه ضربٌ من الرجال" والضرب: الرفيق، فيجوز على هذا أن =