فقال أبو موسى: يا نبيَّ الله، إن أرضنا بها شرابٌ من الشعير: المزز، وشرابٌ من العسل: فقال: "كلُّ مسكرٍ حرام" فانطلقا. فقال مُعاذٌ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائماً وقاعداً وعلى راحلتي، وأتفوَّقه تفوقاً. قال: أما أنا فأنام وأقوم، فأحتسب نومتي، كما أحتسبُ قومتي. وضرب فسطاطاً فجعلا يتزوران، فزار معاذ أبا موسى، فإذا رجل موثق. فقال: ما هذا؟ فقال أبو موسى: يهودي أسلم ثمَّ ارتدَّ فقال معاذ: لأضربن عنقه.
٢١٥٢ - * روى الترمذي عن أبي هريرة قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:"نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل معاذ بن جبل".
٢١٥٣ - * روى أبو داود والنسائي والحاكم عن معاذ قال: لقيني النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال:"يا معاذ إني لأحبُّك في الله" قلت: وأنا والله يا رسول الله أحبك في الله. قال:"أفلا أعلمك كلماتٍ تقولهن دُبُر كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
قال الذهبي في السير عن الشعبي قال: قرأ عبد الله: إن معاذاً كان أمةً قانتاً لله حنيفاً. فقال له فروة بن نوفل: إن إبراهيم، فأعادها، ثم قال: إن الأمة معلم الخير، والقانت المطيع، وإن معاذاً، رضي الله عنه، كان كذلك.
وروى حيان، عن الشعبي، نحوها. فقيل له: يا أبا عبد الرحمن نسيتها قال: لا، ولكنا كنا نشبهه بإبراهيم (١).
وعن محمد بن سهل بن أبي حثمة: عن أبيه قال: كان الذين يفتون على عهد رسول الله
= البتع: نبيذ العسل. المِزْر: نبيذ الشعير. ٢١٥٢ - الترمذي (٥/ ٦٦٦) ٥٠ - كتاب المناقب- ٣٣ - باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت. وقال: هذا حديث حسن، إسناده حسن وصححه ابن حبان. ٢١٥٣ - أبو داود (٢/ ٨٦) كتاب الصلاة، باب في الاستغفار. والنسائي (٣/ ٥٣) كتاب السهو، باب نوع آخر من الدعاء. والمستدرك (٣/ ٢٧٣) وصححه ووافقه الذهبي. (١) المستدرك (٣/ ٢٧١) وصححه ووافقه الذهبي.