قال مجاهد: أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وبلال، وخباب، وصهيب ... مختصر.
عن أبي عثمان: أن صهيباً حين أراد الهجرة، قال له أهل مكة: أتيتنا صعلوكاً حقيراً، فتغير حالك! قال: أرأيتم إن تركت مالي، أمخلون أنتم سبيلي؟ قالوا: نعم. فخلع لهم ماله. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:«ربح صهيب! ربح صهيب»(١).
يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا حصين بن حذيفة بن صيفي حدثنا أبي وعمومتي، عن سعيد بن المسيب، عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرأيت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة! فإما أن تكون هحر، أو يثرب»(٢).
قال [صهيب]: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقد كنت هممت بالخروج معه، فصدني فتيان من قريش، فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد، فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه - ولم أكن شاكياً - فناموا، فذهبت، فلحقني ناس منهم على بريد، فقلت لهم: أعطيكم أوافي من ذهب وتخلوني؟ ففعلوا، فقلت: احفروا تحت أسكفة الباب (٣) تجدوها، وخذوا من فلانة الحلتين. وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء فلما رآني، قال:«يا أبا يحيى، ربح البيع»! ثلاثاً. فقلت: ما أخبرك إلا جبريل.
قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء، وقد رمدت في الطريق وجعت، وبين يديه رطب، فوقعت فيه. فقال عمر: يا رسول الله: ألا ترى صهيبا يأكل الرطب وهو أرمد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي ذلك. قلت: إنما آكل على شق عيني الصحيحة. فتبسم (٤).
عن عائذ بن عمرو أن سلمان، وصهيباً، وبلالاً، كانوا قعوداً، فمر بهم أبو سفيان،
(١) الطبقات الكبرى (٣/ ٢٢٧) ورجاله ثقات. (٢) ذكره الحافظ في "الفتح" ونسبه إلى البيهقي، وسكت عليه، وأخرج البخاري: من حديث أببى موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت في المنام إني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب]. (٣) أسكفه الباب: هي خشبة الباب التي يوطأ عليها. (٤) الطبقات الكبرى: (٣/ ٢٢٨) وأخرج بنحوه ابن ماجه (٢/ ١١٣٩) ٣١ - كتاب الطب - ٣ - باب الحمية. وقال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.