وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أسر إلى حذيفة أسماء المنافقين، وضبط عن الفتن الكائنة في الأمة. وقد ناشده عمر: أأنا من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحداً بعدك. اهـ.
وذكر الذهبي (١) أيضاً عن زادان: أن عليا سئل عن حذيفة. فقال: علم المنافقين وسأل عن المعضلات؛ فإن تسألوه تجدوه بها عالماً.
١٩١٢ - * روى مسلم عن حذيفة قال: ما منعني أن أشهد بدراً إلا إني خرجت أنا وأبي، فأخذنا كفار قريش، فقالوا: إنكم تريدون محمداً! فقلنا: ما نريد إلا المدينة. فأخذوا العهد علينا: لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه. فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم. فقال:«نفي بعهدهم، ونستعين بالله عليهم».
١٩١٣ - * روى مسلم عن حذيفة قال: أخبرني صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسله ما يخرج أهل المدينة من المدينة.
١٩١٤ - * روى البخاري ومسلم عن حذيفة قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال:«نعم» قلت: وهل هذا بعد هذا الشر من خير؟ فال:«قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر». قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال:«نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها». قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ فقال:«هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا». قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:«تلزم جماعة المسلمين وإمامهم». قلت: فإن لم يكن لهم جماعة
(١) السير (٢/ ٣٦٢). وقال محققه: رجال ثقات. ١٩١٢ - مسلم (٣/ ١٤١٤) ٣٢ - كتاب الجهاد والسير - ٣٥ - باب الوفاء بالعهد. ١٩١٣ - مسلم (٤/ ٢٢١٧) ٥٢ - كتاب الفتن وأشراط الساعة - ٦ - باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة. ١٩١٤ - البخاري (٦/ ٦١٥) ٦١ - كتاب المناقب - ٢٥ - باب علامات النبوة في الإسلام. ومسلم (٢/ ١٤٧٥) ٣٣ - كتاب الإمارة - ١٣ - باب وجول ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال. الدخن: فاسد واختلاف في النفوس.