إنما كانت النكرة أصلاً في الأسماء والمعرفة فرعًا، لأنها الأسبق والمتقدمة على المعرفة، ألا ترى أن الإنسان قبل أن يولد يسمى جنينًا، ثم يولد فيقال له: ذكر أو أنثى، ويقال له مع ذلك: إنسانٌ، ثم بعد ولادته وإطلاق هذا الاسم الشائع في جنسه من الذكور والإناث وهو إنسان تطرأ عليه الأعلام والكنى والألقاب؛ فيقال: زيدٌ أو عمرو، وأبو علي وأبو الحسن (١)؛ واسم إنسان مع ذلك لازمٌ له متى جهل اسمه العلم أو كنيته أو لقبه، فيقال: إنسان (٢) من شأنه كيت وكيت.
(١) بلى ذلك في (ج): وعائد الكلب ومقبل الريح. وعائد الكلب شاعر عباسي اسمه مصعب بن عبد الله الزبيري (١٥٦/ ٧٧٣ - ٢٣٦/ ٨٥١) لقب بذلك لقوله: (مالي مرض فلم يعدني عائد ... منكم ويمرض كلبكم فأعود) وأما مقبل الريح- لم يذكر له اسم- فقد لقب بذلك لقوله: (هبت شمال فقيل من بلد ... أنت به، طاب ذلك البلد) (فقبل الريح من صبابته ... ما قبل الريح قبله أحد) لطائف المعارف للثعالبي: ٣٢، ٣٤. (٢) في (ب): هذا إنسان.