وللأعمشِ - رحمه الله تعالى - مع المحدِّثين حكاياتٌ عجيبة، ونوادرُ غريية، وكان أحدَ القرَّاء المجوِّدين، والحفاظ المُعتَبرين، معدوداً في طبقات النُّسَّاك العاملين (٢).
وعن مبشر بن عبيد عنه، أنه قال: قرأتُ القرآن على يحيى بن وثَّاب، وقرأَ يحيى على علقمةَ أو مسروقٍ، وقرأ هو على عبدِ الله بن مسعود، وقرأ ابنُ مسعود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣).
وروى أحمد بن حنبل قال: ثنا أبو نعيم قال: سمعت الأعمش يقول: كانوا يقرؤون القرآنَ على يحيى بن وثَّاب، وأنا جالس، فلمَّا ماتَ، أحدَقُوا بي (٤).
وعن داود، عن الأعمش قال: قال حبيبُ بن أبي ثابت: أهلُ الحجاز و (٥) أهلُ مكة أعلمُ بالمناسك، قلت له: فأنتَ عنهم، وأنا عن أصحابي، لا تأتي (٦) بحرفٍ إلا جئتك فيه بحديث (٧).
(١) انظر: "رجال صحيح مسلم" لابن منجويه (١/ ٢٦٥). (٢) "ت": "العابدين". (٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٤٦). (٤) رواه عبد الله بن الإمام أحمد في "العلل" (٣/ ٢٠١)، ومن طريقه: أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٤٦)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (١/ ٣٥٧ - ٣٥٨). (٥) "ت": "أو". (٦) في الأصل و "ت": "تأتيني"، والمثبت من "ب". (٧) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٤٧).