قال ابن مفلح:«وإن حَجَم أو احتجم أفطر، نص عليه، لقوله عليه الصلاة السلام: «أفطر الحاجم والمحجوم»» (١).
وقال المرداوي:«أو حَجَم أو احتجم فسد صومه، هذا المذهب فيهما، وعليه جماهير الأصحاب، ونص عليه، وهو من المفردات، ولا نعلم أحداً من الأصحاب فرق في الفطر وعدمه بين الحاجم والمحجوم»(٢).
• بعض الشافعية:
قال النووي:«وقال جماعة من أصحابنا الجامعين بين الفقه والحديث: يفطر بالحجامة. ممن قاله منهم أبو بكر بن المنذر وأبو بكر بن خزيمة وأبو الوليد النيسابوري والحاكم أبو عبد الله»(٣).
أدلتهم:
استدل الحنابلة، ومن قال بقولهم بعدة أدلة منها:
١ - حديث ثوبان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ»(٤).
(١) ابن مفلح، محمد المقدسي، الفروع وتصحيح الفروع، مرجع سابق، ج ٣، ص ٤٨. (٢) المرداوي، علي بن سليمان، الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، مرجع سابق، ج ٣، ص ٣٠٢. (٣) النووي، يحيى بن شرف الدين، المجموع شرح المهذب، مرجع سابق، ج ٦، ص ٣٦٤. (٤) رواه أبوداود، كتاب الصوم، باب في الصائم يحتجم، رقم: ٢٣٦٧، والترمذي، كتاب الصوم، باب كراية الحجامة للصائم، رقم ١٦٨٠. قال النووي: «إسناد أبي داود على شرط مسلم» وقد اختلف في تصحيحه وتضعيفه الأئمة المتقدمون، وقد صححه الإمام أحمد وابن المديني والدارمي. انظر: الزيلعي، عبد الله بن يوسف، نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، مرجع سابق ج ٢، ص ٤٧٢، وابن حجر، أحمد بن علي العسقلاني، التلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبير، مرجع سابق، ج ٢، ص ٢٠١.