صار الطين حجرًا وصار محمد شيخًا، فالصيروة قد تقتضي الزمن الطويل بخلاف (كان) فإنها تطوي الزمن فقوله تعالى {فكانت أبوابًا} أي كان هذا شأنها منذ الماضي وكأن هذا هو وجودها، ونحو {وبست الجبال بسًا. فكانت هباء منبثا} كأنه حالتها الجديدة حاصلة قبل النظر والمشاهدة، وكأنها هي هكذا منذ القدم.
٨ - بمعنى ينبغي وبمعنى القدرة والاستطاعة نحو:(ما كان له أن يفعله) أي ما أنبغي له ذلك ونحوه قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله}[آل عمران: ٧٩]، أي ما ينبغي له، وذلك بدلالة قوله تعالى:{ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء}[الفرقان: ١٨].
وفي (الكشاف): " ما يكون لي: ما ينبغي لي "(١).
وتأتي بمعنى القدرة والاستطاعة نحو قوله تعالى:{وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا}[آل عمران: ١٤٥]، وقوله:{فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ما أن تنبتوا شجرها}[النمل: ٦٠]، أي لا تستطيعون ذلك. جاء في (الإتقان): "وترد (كان) بمعنى ينبغي نحو {ما كان لكم أن تنبتوا شجرها}{ما يكون لنا أن نتكلم بهذا}[النور: ١٦](٢) ".
جاء في (الكشاف) في قوله تعالى: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا}[النساء: ٩٢].
" وما كان لمؤمن: وما صح له ولا استقام ولا لاق بحاله، كقوله:{وما كان لنبي أن يغل}[آل عمران: ١٦١]، [وما يكون لنا أن نعود فيها][الأعراف: ٨٩](٣) ".