ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة (١)، ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي ﷺ كالعشرة (٢)، وكثابت بن قيس بن شماس (٣)، [وغيرهم من الصحابة](٤).
ويقرُّون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁، وغيره، من أن خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم عمر (٥). ويثلِّثون بعثمان، ويربِّعون بعلي ﵃، كما دلت عليه الآثار، وكما أجمعت الصحابة على تقديم عثمان في البيعة، مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان، وعلي، بعد اتفاقهم على أبي بكر، وعمر [أيهما أفضل، فقدَّم قومٌ](٦) عثمانَ، وسكتوا، أو ربَّعُوا بعلي، وقدَّم قومٌ عليًا، وقوم توقفوا. لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان، وإن كانت هذه المسألة - مسألة عثمان وعلي - ليست من الأصول التي
(١) رواه البخاري (٤٨٤٠)، ومسلم (١٨٥٦)، من حديث جابر بن عبد الله ﵄. (٢) رواه أبو داود (٤٦٤٩)، والترمذي (٣٧٥٧) - وقال: حسن صحيح -، وابن ماجه (١٣٣)، وصححه ابن حبان (٦٩٩٣)، والضياء في «المختارة» ٣/ ٢٨٢ - ٢٩٠، من حديث سعيد بن زيد ﵁. (٣) رواه البخاري (٤٨٤٦)، ومسلم (١١٩)، عن أنس ﵁. (٤) لا توجد في (ب). (٥) رواه أحمد ١/ ١٠٦ و ١٢٧، والبخاري (٣٦٧١)، وابن أبي عاصم في «السنة» ٢/ ٥٥٥ - ٥٥٨، والطبراني في «الكبير» ١/ ١٠٧، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» ٧/ ١٩٩ - ٢٠١، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضًا: وقد ثبت عن علي في «صحيح البخاري» وغيره من نحو ثمانين وجهًا أنه قال: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر». مجموع الفتاوى ٢٨/ ٤٧٣، ونحوه في ٤/ ٤٢٢. (٦) سقط من (ب).