وذكر الصبر هنا بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعد قوله:{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} تنبيه على أن من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا بد أن يلحقه الأذى، وأن دواء ذلك وعلاجه النافع هو الصبر، قال بعض السلف: عجبت للصبر تُداوى به الأشياء ولا يُداوى بشيء.
٢ - أن من أفضل المنح والعطايا أن يُرزق العبد الصبر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « ... وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ»(١).
٣ - أن الله مع الصابر يقويه ويثبته ويعينه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣)} [سورة البقرة، آية رقم: ١٥٣]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ»(٢).
٤ - من فضائل الصبر أن أجره لا حد له ولا عد، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (١٠)} [سورة الزمر، آية رقم: ١٠].
(١). جزء من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في صحيح البخاري برقم (١٤٦٩)، وصحيح مسلم (١٠٥٣). (٢). سبق تخريجه.