وقد روينا في وصية الشيخ عبد القادر -رضي الله عنه-: أنه قال: يكفيك من الدنيا خدمةُ وليٍّ، أو صحبةُ عالم (١).
* فالأولياءُ أوتادُ الدنيا، بهم تثبُتُ، وبهم تستقرُّ؛ كما قال -عليه السلام- لأُحُدٍ حين تحرَّكَ:"اسْكُنْ أُحُدُ؛ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ"(٢).
فبهم ثبتتْ بركتُهم، على كلِّ مَنْ صحبهم، أو رافقهم، أو وُلد لهم؛ كما قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}[الكهف: ١٨٢] فحفظ لهما ذلك بصلاحه، وقيل: إنه كان الولد السابع.
أخبرنا أبو حفصٍ المقرئُ: أنا ابن عروةَ: أنا ابن أبي العباسِ المحبوبيّ: أخبرتنا ابنةُ علوانَ: أنا أبو محمدٍ المقدسيُّ: أنا أبو جعفرِ بن المهتدي: أنا أبو طالبٍ اليوسفيُّ: أنا أبو عليِّ بن المذهبِ: أنا أبو بكرٍ القطيعيُّ: ثنا عبد الله بن الإِمام أحمدَ: ثنا أبي: ثنا عبد الرزاقِ: ثنا بكارٌ: سمعت وهبًا يقول: إن الربَّ -تبارك وتعالى- قال في بعض ما يقول لبني إسرائيل: إني إذا أُطِعْتُ، رضيتُ، وإذا رضيتُ، باركتُ، وليس لبركتي نهاية، وإني إذا عُصيتُ، غضبتُ، وإذا غضبتُ، لَعَنْتُ، ولعنتي تبلغُ السابعَ من الولد (٣).
وبه إلى الإمامِ أحمدَ: ثنا عبد الرزاقِ: ثنا بكارٌ: سمعتُ وهبًا يحدِّثُ: أن بني إسرائيلَ أصابتهم عقوبةٌ وشدةٌ، فقالوا لنبيٍّ لهم: وددنا
(١) انظر: "حلية الأولياء" لأبي نعيم (١٠/ ٣٥٤). (٢) رواه البخاري (٣٤٩٦) عن أنس -رضي الله عنه-. (٣) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٥٢).