"وكون المؤمنين مستضعفين معناه: أن غيرهم يستضعفهم ويستحقرهم، وهذا ليس فعلًا صادرًا عنهم، بل عن غيرهم، فهو لا يكون صفة ذم في حقهم، بل الذم عائد إلى الذين يستحقرونهم ويستضعفونهم"(١).
٤ - قال تعالى:{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}(٢)، "أي: ننعم على الذين استضعفوا وهم بنو إسرائيل، ونجعلهم أئمة يُقتدى بهم في الخير، وقال قتادة: ولاة وملوكا ونجعلهم الوارثين لملك فرعون بعد غرقه"(٣) , "وهذه سنته تعالى فيمن يريد رفعه من خلقه، أن يمن عليه بعد استضعافه وذله وانكساره"(٤).
(١) مفاتيح الغيب (التفسير الكبير)، محمد عمر الرازى الشافعي، بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢١ هـ، ٧/ ١٧٥. (٢) سورة القصص، الآية [١٥]. (٣) زاد المسير في علم التفسير، عبد الرحمن بن علي الجوزي، بيروت: المكتب الإِسلامي، ط ٣، ١٤٠٤ هـ, ٦/ ٢٠١. (٤) زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن القيم، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط ٣، ١٤١٦ هـ، ١/ ٧٥. (٥) سورة سبأ، الآية [٣١]. (٦) سورة سبأ، الآية [٣٢].