وذكر أنَّه لا يتعرَّضُ لسؤال أحدٍ مِنَ المكيِّين، وأنه كان أمراؤهم -كحسن بن عجلان- يصله بمائتي دينار فأكثر، وتغير ذلك، وقد ضعُفتِ الولايات، وقُبِضَتِ الحواصِلُ، وقل العُوَّان، واللَّه المستعان، والأمر كما قيل:
ذهب الذين يُعاشُ في أكنافهم ... وبقيتُ في خَلف كجلد الأجربِ
وقد ذكرنا مِنْ أوصافكم الحميدة، وتراجمكم العديدة، ما عددناه في القصيدة الفريدة، والنُّخبةِ المجيدة، مِنْ تراجم السَّلف الصالح، الذين يُعجزون بأوصافهم (١) كلَّ مادح، مِنَ الصحابة والتابعين [وتابعي التابعين](٢)، وعلماء الإِسلام والدِّين، أعادَ اللَّه علينا وعليكم مِنْ بركاتهم، ليكونوا عند مولانا سيِّدِ القضاة المجتهدين شفعاء في العطايا العديدة، والمكارمِ المديدة، القريبة غير البعيدة، حتى يقول (٣) كقولنا في ذلك: