معنى الفعل إنما هو الجملة والمصدر من المفردات، فاعرفه (١).
الثاني:«الناس»: قد يكون من الإنس والجن -على ما قاله الجوهري-، قال: وأصله: (أناس)، ولم يجعلوا الألف واللام فيه عوضا من الهمزة المحذوفة؛ لأنه لو كان كذلك، لما اجتمع مع المعوض منه في قول الشاعر:
قلت: وهذا خلاف مذهب سيبويه فيما حكي عنه من أنه يقول: الألف واللام فيه عوض من الهمزة، كذا نقله أبو البقاء، ومكي، وغيرهما.
وقال بعض النحويين: أصله: الأناس، فسهلت الهمزة، وأبدلت نون من لامك التعريف الساكنة، وأدغمت في النون التي بعدها، فصارت نونا مشددة؛ كما قال تعالى:{لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}[الكهف: ٣٨]، والأصل لكن أنا.
واختلف في عينه، هل هي واو، أو ياء؟ والصحيح: الواو؛ بدليل قولهم في التصغير: نُوَيس (٣)، ولو كان من الياء، لقيل: نُيَيْس، أو أُنَيس، إلا أن من قال: العين ياء، قال: أصله نَسْيٌ؛ من نَسِيتُ،
(١) انظر: «درة الغواص في أوهام الخواص» للحريري (ص: ٧٥) وما بعدها. وعنه نقل المؤلف - رحمه الله - الكلام عن (بينما) هنا. (٢) انظر: «الصحاح» للجوهري (٣/ ٩٨٧)، (مادة: ن وس). (٣) في (ق) زيادة: "في التصغير".