وقد اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى:{يُوصِيكُمُ}[النساء: ١١]، فقيل: معناه (٥): يوصل؛ أي (٦): يقولُ لكم قولًا يوصلكم إلى إيفاء (٧) حقوقِ أولادكم بعدَ موتكم.
وقال الزجَّاج: معناه: يفرضُ عليكم؛ لأن الوصيةَ من اللَّه -تعالى- فرضٌ؛ بدليل قوله تعالى:{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ}[الأنعام: ١٥١]، فهذا من الفرض المحتَّم علينا (٨).
وقال غيره: يَعْهَدُ إليكم (٩)، ويَأْمُركم (١٠). وكأن هذا راجعٌ إلى قول الزجَّاج، واللَّه أعلم.
(١) في "ز": "وصيتك". (٢) في "ز": "والوصاة". (٣) في "ت" زيادة: "بالفتح والكسر، وأوصيته ووصيته أيضًا وتوصية بمعنى، والاسم الوصية والوصاة". (٤) انظر: "الصحاح" للجوهري (٦/ ٢٥٢٥)، (مادة: وص ى). (٥) في "ت": "يعني". (٦) في "ت": "أن". (٧) في "خ" و"ز": "إبقاء". (٨) انظر "التفسير الكبير" للرازي (٩/ ١٦٥). (٩) في "ت": "عليكم". (١٠) انظر: "تفسير البغوي" (١/ ٤٠٢).