هو صُديُّ بن عجلان بن وهبٍ الباهليُّ - رضي الله عنه -، صحب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، ونزل حمص ... روى علمًا كثيرًا، كان عمره في حجَّة الوداع ثلاثين عامًا، وروي أنَّه بايع تحت الشجرة، ورويت له كراماتٌ، وعاش إلى سنة ستِّ وثمانين، وقيل: إحدى وثمانين، حديثة مرويٌّ في الكتب الستَّة (١).
• وممَّا وري من المواعظ عن هذا الصاحب الكريم: ما ذكره عنه تلميذه الجليل سليم بن عامرٍ، قال (٢):
خرجنا على جنازةٍ في باب دمشق معنا أبو أمامة الباهليُّ - رضي الله عنه -، فلما صُلِّي على الجنازة وأخذوا في دفنها، قال أبو أمامة:
«يا أيُّها الناس، إنَّكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزلٍ تقتسمون فيه الحسنات والسيِّئات، وتوشكون أن تظعنوا منه إلى المنزل الآخر، وهو هذا - يشير إلى القبر - بيت الوحدة، وبيت الظُّلمة، وبيت الدُّود، وبيت الضِّيق إلا ما وسَّع الله.
ثمَّ تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة، فإنَّكم لفي بعض تلك
(١) ينظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٥٨). (٢) مستدرك الحاكم (٢/ ٤٣٤)، وينظر: الأهوال؛ لابن أبي الدنيا (٧٨)، الأسماء والصفات؛ للبيهقي (٢/ ٤٣٥).