وقال ابن كثير رحمه الله: «يخبر تعالى أنه متكفل بأرزاق المخلوقات، من سائر دواب الأرض، صغيرها وكبيرها، بحريها، وبريها، وأنه {يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} أي: يعلم أين مُنتهى سيرها في الأرض، وأين تأوي إليه من وكرها، وهو مستودعها.
وقال علي بن أبي طلحة وغيره، عن ابن عباس:{وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا} أي: حيث تأوي، {وَمُسْتَوْدَعَهَا} حيث تموت. وعن مجاهد:{مُسْتَقَرَّهَا} في الرحم، {وَمُسْتَوْدَعَهَا} في الصلب، كالتي في الأنعام، وأن جميع ذلك مكتوب في كتاب عند الله مبين عن جميع ذلك، كما قال تعالى:
لقد أخبر - سبحانه وتعالى - في هذه الآية برزق الجميع، والدابة كل حيوان يدب والرزق حقيقة ما يتغذى به الحي، ويكون فيه بقاء روحه ونماء جسده. قيل لحاتم الأصم: من أين تأكل؟
فقال: من عند الله. {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}(٤). فقيل له: الله ينزل لك دنانير ودراهم من السماء؟
(١) سورة الأنعام، الآية: ٣٨. (٢) سورة النعام، الآية: ٥٩. (٣) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، ٤/ ٣٠٥. (٤) سورة المنافقون، الآية: ٧.