ومن ثقة المسلم بالله تعالى أنه يثق أن بالله عزَّ وجلَّ في إنفاذ وعده الذي وعده لعباده، وفي ضوء هذا الوعد يتحرك المسلم في الحياة.
[١ - الثقة في أن وعد الله سبحانه لا يتخلف]
أشار القرآن الكريم في كثير من الآيات إلى أن الله عزَّ وجلَّ لا يخلف الميعاد، ومن ذلك قوله تعالى:{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}(١).
قال ابن كثير رحمه الله:«وقوله: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} أي: يقولون في دعائهم: إنك - يا ربنا - ستجمع بين خلقك يوم معادهم، وتفصل بينهم وتحكم فيهم فيما اختلفوا فيه، وتجزي كلاً بعمله، وما كان عليه في الدنيا من خير وشر»(٢).
قال د. وهبة الزحيلي: «وقوله: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا ...} أي: لا تزال القوارع والبلايا من القتل والأسر، والسلب تصيب الكافرين في الدنيا بسبب تكذيبهم لك وتماديهم في الكفر، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا،
(١) سورة آل عمران، الآية: ٩. (٢) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، ٢/ ١٥. (٣) سورة الرعد، الآية: ٣١.