وفي لفظ عنها -رضي الله عنها-، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول قبل أن يموت:(سبحانك وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك) قالت: قلت: يا رسول الله؛ ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها تقولها؟ قال:(جعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها؛ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}) إلى آخر السورة (١).
ومن المهم في هذا أيضا؛ ملاحظة أسباب النزول، فإنها تعين جدا في فهم الآية وتفسيرها، كما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:(جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القدر، فنزلت: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: ٤٨، ٤٩]) (٢). فهذا يفيد في معنى قوله:(بقدر) الوارد في الآية.
وقد اعتنى العلماء بموضوع أسباب النزول، وأفردوه بالتصنيف قديما وحديثا (٣).
وبعد هذا أنتقل للحديث عن:
[صور البيان النبوي]
إن بيان النبي -صلى الله عليه وسلم- وتفسيره للقرآن الكريم جاء على صور متعددة، من أشهرها:
[١ - تفسير المفردات (بيان الغريب)]
وهذا ليس بكثير، لأن الذين نزل عليهم القرآن عرب فصحاء يفهمون الألفاظ ومعانيها.
ومن أمثلة ذلك:
(أ) عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك با رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟
(١) أخرجه مسلم رقم (٤٨٤) (٢١٨) في الموضع السابق. (٢) أخرجه أحمد ٢: ٤٧٦، ومسلم رقم (٢٦٥٦) في القدر: باب كل شيء بقدر، والترمذي رقم (٣٢٩٠) في التفسير: باب ومن سورة القمر، وابن ماجه رقم (٨٣) في المقدمة: باب في القدر. (٣) انظر مقدمة محقق كتاب (العجاب في بيان الأسباب) لابن حجر ص ٨٠ - ٩٢.