وقال البَرْذَعي:"وسئل (يعني أبا زرعة) عن حديث الصُّدَائي في (الأذان)، فقال: الإفريقي -وحرك رأسه-"(١).
وقال أيضا:"ذكرت أصحاب مالك، فذكرت عبد الله بن نافع الصائغ، فَكَلَح وجهه"(٢).
وقال ابن أبي حاتم:"سألت أبا زرعة عن سعيد بن سِنَان أبي مهدي، فأومأ بيده أنه ضعيف"(٣).
وقال أيضا في الحسين بن زيد بن علي:"قلت لأبي: ما تقول فيه؟ فحرك يده وقلبها -يعني تعرف وتنكر-"(٤).
ولا شك أن هذه الأساليب المتنوعة من الأئمة النقاد في وصف الرواة قد أسهمت في إخراج علم الجرح والتعديل عما يكتنفه من جمود، وما قد يصيب الباحث فيه والمطالع لكتبه من ملل، فأضفت هذه الأساليب على هذا العلم روح التشويق والدعابة.
كما أنها برهنت على قدرة هؤلاء الأئمة النقاد على استخدام الأساليب البلاغية في التعبير عن آرائهم.