وجَلَّ من خُضْرِ الجَنَّةِ، ومَنْ سَقَاهُ على ظَمَأٍ، سَقَاهُ اللهُ من الرَّحِيْقِ المَخْتُوْمِ، ومَنْ أَطْعَمَهُ عَلَى جُوْعٍ، أطْعَمَهُ اللهُ من ثِمَارِ الجَنَّةِ".
وبَدَأَ يَدْرِسُ الفِقْهَ عَلَى الوَالِدِ السَّعِيْدِ، مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وعِشْرِيْنَ وأَرْبَعَمَائَةٍ، إِلَى سَنَةِ إحْدَى وخَمْسِيْنَ، يَقْصُدُ إلى مَجْلِسِ الوَالِدِ السَّعِيْدِ، ويُعَلِّقُ الدَّرْسَ، ويُعِيْدُ في الفُرُوْعِ وأُصُوْلِ الفِقْهِ، وبَرَعَ في المَذْهَبِ، ودَرَّسَ، وأَفْتَى في حَيَاةِ الوَالِدِ السَّعِيْدِ (١).
وكَانَ مُخْتَصَرَ الكَلَامِ، مَلِيْحِ التَّدْرِيْسِ، جَيِّدَ الكَلَامِ في المُنَاظَرَةِ، عَالِمًا بالفَرَائِضِ، وأَحْكَامِ القُرْآن، والأصُوْلِ، صَنَّفَ "رُؤُوْسَ المَسَائِلِ" و"شَرَحَ مِنَ المَذْهَبِ": الطَّهَارَةَ، وبَعْضَ الصَّلَاةِ، وسَلَكَ فيه طَرِيْقَةَ الوَالِدِ السَّعِيْدِ في "الجَامِعِ الكَبِيْرِ". وَكَانَ يُدَرِّسُ في مَسجِد بَسِكَّة (٢) الخِرَقِيِّ، وبِجَامِعِ المَنْصُوْرِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إلى الجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، يدرس (٣) في المَسْجِدِ المَعْرُوفِ بِهِ، مُقَابِلِ دَارِ الخِلَافَةِ. وبَدَأْتُ أَنَا بالتَّعْلِيْقِ عَنْهُ والدَّرْسِ عَلَيْهِ في أَوَّل سَنَةِ خَمْسٍ وستِّيْنَ وأَرْبَعِمَائَة، وصَحِبْتُهُ إلى أَنْ تُوفِّيَ ﵁.
وَكَانَ يَحْضُرُ مَعَنَا مَجْلِسَهُ جَمَاعَةٌ من الأَصْحَابِ.
وَكَانَ إِذَا بَلَغَهُ مُنْكَرٌ قد ظَهَرَ عَظُمَ عَلَيْهِ ذلك (٤) جَدًّا، وعُرِفَ فيه
(١) ساقط من (ب).(٢) في (ط): "سِكَّة".(٣) في (ب): "يُدَرِّسُ".(٤) في (أ): "ذلك عليه".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute