وقال عز وجل: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١)} [الزمر: ١].
وأحاديث أسباب نزول الآيات كلها تدل على نزول القرآن الكريم من الله تبارك وتعالى (٢).
وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن القرآن الكريم منزل، ووافقهم على ذلك الأشاعرة - الذين حكى ابن حجر اتفاقهم في كلامه السابق واصفًا لهم بأهل السنة كعادته -.
ثم اختلفوا في معنى نزوله، والمنزل منه:
فقال أهل السنة والجماعة: نزل من الله لفظًا ومعنى، وسمعه جبريل منه سبحانه، وسمعه محمد - صلى الله عليه وسلم - من جبريل، وليس لجبريل - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ولا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيه إلا التبليغ والأداء، وهذا هو معنى قولهم: القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود (٣).
(١) الفتاوى الحديثية (ص ٢٨٠)، وانظر: فتح الإله (ص ١٢٨ - ١٢٩)، الإيضاح والبيان (ل ٢)، إتحاف أهل الإسلام (ص ٧٩). (٢) انظر: أسباب النزول للواحدي، والعجاب في بيان الأسباب لابن حجر - رَحِمَهُ الله - العسقلاني، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي. (٣) انظر: مجموع الفتاوى (٦/ ٥٣٠ - ٥٤٤) (١٢/ ١١٧ - ١٣٩)، مختصر الصواعق المرسلة =