للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما استعجم (١).

وهاك مثالاً آخر من شعر القبلية والملاحم:

قال عمرو بن الخثارم الأنماري يذكر خروج بجيلة وخشعم ابني أنمار إلى السراة وخبر إجلائهم عنها بني ثابر من العرب العاربة (٢):

نفينا كأنا ليث دارة جلجل ... مدل على أشباله يتهمهم

فما شعروا بالجمع حتى تبينوا ... بنية ذات النخل ما يتصرم

شددنا عليهم والسيوف كأنها ... بأيماننا غمامة تتبسم

وقاموا لنا دون النساء كأنهم ... مصاعيب زهر جللت لم تخطم

ولم ينج إلا كل صعلٍ هزلجٍ ... يخفف من أطماره فهو محرم

ونلوي بأنمار ويدعون ثابرًا ... على ذي القنا ونحن والله أظلم

حبيبية قسرية أحمسية ... إذا بلغوا فرع المكارم تمموا

منحنا حقالاً آخر الدهر قومنا ... بجيلة كي يرعوا هنيئًا وينعموا

وكقول ثعلبة بن غيلان يذكر خروج إياد من تهامة (٣):

بها قطعت عنا الوذيم نساؤنا ... وخرست الأبناء فيها الخوارس

إذا شئت غناني الحمام بأيكةٍ ... ولي سواءٌ صوتها والعرانس

تجوب بنا الموماة كل شملةٍ ... أذا أعرضت منها القفاز البسابس


(١) رواية الأبيات أعلاه من معجم ما استعجم، وهي في المفضليات الكبير ٤١٤ - ٤١٧، وقد اختار أبو عبيد ما اختاره من هناك. إلا أن عدد القبائل المذكورة في الأصل أكثر- وإنما اكتفى أبو عبيد بما عرض فيه ذكر ربيعة والقبائل المجاورة لها في المسكن خاصة. وجاء في معجم ما استعجم تحريف في البيت الثاني وروايته هناك «تطاير على» بالتسكين للضرورة (١: ٨٦) والصواب من المفضليات أو السكون له وجه ظاهر.
(٢) معجم ما استعجم ١: ٥٩.
(٣) نفسه ١: ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>