"والمفتون في المعيار هم - كما قال المؤلف في المقدمة - من متأخري الفقهاء، ومتقدميهمن يعني فقهاء المالكية في الغرب الإسلامي، من تلاميذ الإمام مالك إلى شيوخ الونشريسي، وأقرانه المعاصرين له، وفيهم كثير ممن وصف بالاجتهاد المطلق، والاجتهاد المذهبي، وحتى الذين لم يوصفوا بالاجتهاد منهم، بالغوا المجهود في تأويل نصوص المتقدمين، وتعليلها؛ لاستنتاج الأحكام المستجيبة لمتطلبات النوازل، والأحداث الظرفية الخاصة ....
وليس الونشريسي جامع فتاوى فقط، وإنما هو ... ناقد بصير، يقبل، ويرد، ويرجح، ويضعف ... ، بالإضافة إلى فتاوى أحمد الونشريسي الخاصة، وهي غير قليلة، كتعليقاتهن يكوِّن بضعها كتاباً مستقلاً بعنوانه، وفصوله، يدمجه في الباب الذي ورد فيه، وهذه إحدى خصاص المعيار الذي نجد فيه عدداً من (الفتاوى - الكتب) مدمجة في مختلف الأبواب لفقهاء الأندلسيين ومغاربة" (٢)، منها: