"والمدونة إلى كل ما سبق أفسحت مجالاً كبيراً للأحكام المعتمدة على العقل، مع سهولة تناولها، ووضوح لغتها، وهي شاهد أمين على علو منزلة جامعها، وشيخه، وما بذله في ترتيبها، وتبويبها"(٢).
[٣ - الواضحة]
ثانية الأمهات والدواوين، اعتنى بها مالكية الأندلس بخاصة (٣)؛ فهي إحدى مفاخر الأندلس عند التفاخر "وألِّفت عندنا تآليف في غاية الحسن، لنا خطر السبق في بعضها ... ، ومنها في الفقه الواضحة ... "(٤)، "وإنك إن تعرضت للمفاضلة بين العلماء، فأخبرني هل لكم في الفقه مثل عبد الملك بن حبيب [مؤلف الواضحة] الذي يعمل بأقواله إلى الآن"(٥).
الواضحة عند المالكية "كتاب كبير مفيد"(٦)، "لم يؤلف
(١) مواهب الجليل (١/ ٣٤). (٢) محاضرات في تاريخ المذهب المالكي (ص ١٨١). (٣) انظر: مقدمة ابن خلدون (ص ٢٤٥). (٤) نفح الطيب (٤/ ١٦١، ١٦٤)، (رسالة ابن حزم في فضائل أهل الأندلس). (٥) نفح الطيب (٤/ ١٨١). (٦) المرجع السابق (٢/ ٢١٤).