أن العتبي "كثَّر فيها من الروايات المطروحة، والمسائل الشاذة، وكان يأتي بالمسائل الغريبة، فإذا أعجبته قال: أدخلوها في المستخرجة"(١)، ومع ذلك لا يتردد ابن لبابة نفسه في إقراء المستخرجة للناس، ونشرها، موضحاً موقفه - إذا عوتب في ذلك - بقوله:"إنما أقرأها لمن أعرف أنه يعرف خطأها وصوابها"(٢).
كان من حسن حظ المستخرجة أن يهتم بها عالم الأندلس الكبير ابن رشد "فقام بهذه العملية النقدية في البيان والتحصيل، وأصبحت المستخرجة - بعد أن تميز فيها الصحيح من السقيم - خيراً، وبركة، وزيادة في فروع المذهب المالكي"(٣).
(١) ترتيب المدارك (٤/ ٢٥٣). (٢) المرجع السابق (٤/ ٢٥٤). (٣) البيان والتحصيل (مقدمة المحقق ١/ ٢١). توجد نسخة كاملة من العتبية في المكتبة الوطنية بباريس (عدد "١٠٥٥" أول). معلمة الفقه المالكي (ص ١٤٢ - ١٤٣)، وانظر: بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، (٣/ ٢٨٤)، أقدم المخطوطات العربية (ص ٢١٠)، كما توجد أجزاء مبعثرة من مخطوطة العتبية في أماكن أخرى أوردها مؤلف دراسات في مصادر الفقه المالكي وهي: مخطوط باريس، عربي ٦١٥١ (٢١ ورقة): إسكوريال (٦١٢) (ESCURIAL) ٥ ورقات - لم أطلع عليها؛ قارن تاريخ التراث العربية GAS.I ٤٧٢، القيروان، (١٤٤) (٦ ورقات)؛ ١٦٤٤ (ورقتان)، ١٦٤٥ (ورقتان) SCHACHT IN ARABIC ١٤/١٩٦٧/٢٤٥ - ٤٦ شبوح، مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد الثاني ١٩٥٦، (ص ٣٦٠) رقم (١٦) وملحوظة ٣؛ ebd. S. ٣٦٤, Nr-٨٩ فيما يتعلق بهذه القطع انظر (ص ١١٣ - ١١٦). دراسات في مصادر الفقه المالكي (ص ١٠٦)، انظر أيضاً: تاريخ التراث العربي مجلد (١)، (٣/ ١٥٥).