٢٨٨ - قوله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} هو زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي الذي كان يُدعى زيد بن محمد، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قد تبناه قبل النبوة {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} وهي زينب بنت جحش، ولم يكن بينها وين زيد توافق، فشاور زيد النبي - صلى الله عليه وسلم - في طلاقها فأشار عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بإمساكها وعدم طلاقها، وقد علم - صلى الله عليه وسلم - ببعض إشارات الوحي أن زيدًا لو طلقها فعسى أن يؤمر هو - صلى الله عليه وسلم - بنكاحها بعد انقضاء عدتها إبطالا لقاعدة التبني، وكان أهل الجاهلية يرون زوجة المتبنى مثل زوجة الابن الحقيقي في حرمتها على والد الابن، فخشي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن زيدًا إن طلقها ثم نكحها هو - صلى الله عليه وسلم - سوف تثور ضده دعايات عريضة واسعة، فالأحسن أن لا يطلقها زيد حتى لا تأتي هذه النوبة، فهذا الذي أخفاه في نفسه وعتب الله عليه. ٢٨٩ - قولها: (سبحان الله) معناه التعجب من خفاء هذا عليه (قف شعري) أي قام شعري من الفزع لكوني سمعت ما لا ينبغي أن يقال، والقف قيام الشعر مع قشعريرة الجلد. ٢٩٠ - قوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} دنا أي اقترب، والتدلي: الامتداد من العلو إلى جهة السفل. {قَابَ قَوْسَيْنِ} أي قدر قوسين {أَو أَدْنَى} أي أقرب من ذلك، {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} أي أوحى الله إلى عبده ما أوحى بواسطة هذا المتدلي - وهو جبريل - أو أوحي هذا المتدلي إلى عبد الله تعالى ما أوحى.