إذْ" حُذِفَت الهمزةُ، فالْتَقَى ساكنانِ، فضُمَّ الذالُ، أو أصْلُها مِنْ ذَا اسمَ إشارةٍ، فالتقديرُ في ما رَأيْتُهُ مُذ يومانِ: من ذَا الوَقْتِ يومانِ، وفي كُلِّ تَعَسُّفٌ. انتهى (١).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: قد أشار ابن مالك إلى قاعدة "مذْ"، و"منذ" في "الخلاصة" حيث قال:
وقال في "المرعاة": "منذ" بضم الميم، وقد تُكسر "اليوم" بالجرّ، على ما هو المختار، و"منذ" على هذا حرف جر بمعنى "من"، أو "في"؛ أي: من ابتداء النهار، أو في الوقت المذكور، ويجوز رفع "اليوم". انتهى (٢).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: وجه رفع "اليوم" على أنه خبر لـ "منذ"، أو هو مبتدأ، و"منذ" خبر مقدّم، كما هو مقرّر في محلّه (٣)، واللَّه تعالى أعلم.
(لَوَزَنَتْهُنَّ)؛ أي: عَدَلتهنّ في الميزان، يقال: وزَنَ الشيءُ وزنًا: ثَقُل، وزِنته: عادَلته بغيره، ومنه قوله: "لا يزن عند اللَّه جناح بعوضة"؛ أي: لا يَعْدل؛ أي: لا قَدْر له، قاله في "المشارق" (٤).
وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "لوزنتهنّ"؛ أي: لَرَجَحت عليهنّ في الثواب، وهو دليلٌ على أن الدعوات، والأذكار الجوامع يحصل عليهنّ من الثواب، أضعاف ما يحصل على ما ليست كذلك، ولذلك كان -صلى اللَّه عليه وسلم- يحب الدعوات الجوامع. انتهى (٥).
وقال في "المرعاة": "لوزنتهن" بفتح الزاي والنون؛ أي: ساوتهنّ في الوزن، يقال: هذا يزن درهمًا؛ أي: يساويه، أو غلبتهنّ في الوزن، يقال: وازنه، فوزن: إذا غلب عليه، وزاد في الوزن.
(١) "القاموس المحيط" ص ٤٣١. (٢) "مرعاة المفاتيح" ٧/ ٩١٨. (٣) راجع: "شرح ابن عقيل على الخلاصة" مع "حاشية الخضريّ" عليه ١/ ٤٧٦. (٤) "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" ٢/ ٥٦٩. (٥) "المفهم" ٧/ ٥٢.