وقال الخضريّ - رحمه الله - في "حاشيته" عند تعريف أفعل التفضيل بأنه الوصف الموازن لأفعل؛ أي: ولو تقديرًا. قولنا: ولو تقديرًا لإدخال خير وشرّ، فأصلهما أخير، وأشرّ، وقد يُستعملان كذلك، كقراءة بعضهم:"مَن الكذّاب الأشرّ"، وقوله:
بِلَالٌ خَيْرُ النَّاسِ وَابْنُ الأَخْيَرِ
حُذفت همزتها؛ لكثرة الاستعمال، فهو شاذّ قياسًا، لا استعمالًا، وفيهما شُذوذ آخر، وهو كونهما لا فِعْل لهما، وقد يُحمَل عليهما في الحذف أحبّ، كقوله:
وَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى الإِنْسَانِ مَا مُنِعَا
وهو قليل. انتهى (٣).
وبالسند المتصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
[٥٢٦٥](. . .) - (وَحَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ قَتَادَةَ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (وَكِيعُ) بن الجرّاح بن مَلِيح، أبو سفيان الرُّؤاسيّ الكوفيّ، ثقةٌ حافظٌ عابدٌ، من كبار [٩](ت ٦ أو ١٩٧)(ع) تقدم في "المقدمة" ١/ ١.
(١) "المصباح المنير" ١/ ١٨٦. (٢) "القاموس" ص ٤٠٦. (٣) "حاشية الخضريّ على شرح ابن عقيل على الخلاصة" ٢/ ٧٣.