كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الولاء - باب ما جاء فى جر الولاء - ج: 21 - ص: 408

أنبأنا سفيانُ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، أنَّهُما اختَصَما إلَى عثمانَ -رضى اللَّه عنه- فقَضَى به لِلزُّبَيرِ فى هَذا.

وكَذَلِكَ رَواه رَبيعَةُ بنُ أبى عبدِ الرَّحمَنِ ومُحَمَّدُ بنُ إبراهيمَ التَّيمِىُّ عن عثمانَ والزُّبَيرِ -رضى اللَّه عنهما- مُرسَلًا (١).

٢١٥٤٥ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى طالِبٍ، أنبأنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أنبأنا محمدُ بنُ عمرٍو، عن يَحيَى بنِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ حاطِبٍ، أن الزُّبَيرَ بنَ العَوّامِ -رضى اللَّه عنه- قَدِمَ خَيبَرَ، فرأى فِتيَةً لُعْسًا ظُرَفاءَ (٢)، فأعجَبَه ظَرْفُهُم، فسألَ عَنهُم، فقيلَ: هُم مَوالِى لِرافِعِ بنِ خَديجٍ، أُمُّهُم حُرَّةٌ مَولاةٌ لِرافِعِ بنِ خَدِيجٍ، وأبوهُم مَملوكٌ لأشجَعَ أو لِبَعضِ الحُرَقَةِ. فأرسَلَ الزُّبَيرُ -رضى اللَّه عنه- فاشتَرَى أباهُم فأعتَقَه، ثُمَّ قال لِفِتيَتِه: انتَسِبوا إلَىَّ؛ فإِنَّما أنتُم مَوالِىَّ. فقالَ رافِعٌ: بَل هُم مَوالِىَّ؛ وُلِدوا وأُمُّهُم حُرَّةٌ وأبوهُم مَملوكٌ. فاختَصَما إلَى عثمانَ بنِ عَفّانَ -رضى اللَّه عنه- فقَضَى بوَلائهِم لِلزُّبَيرِ. هذا هو المَشهورُ عن عثمانَ -رضى اللَّه عنه-.

ورُوِىَ عن الزُّهرِىِّ عن عثمانَ -رضى اللَّه عنه- مُنقَطِعًا بخِلافِه:

---

(١) أخرجه ابن أبى شيبة (٣٢٠٦٨) من طريق محمد بن إبراهيم به.
(٢) اللعس: جمع ألعس، وهو الذى فى شفته سواد. قال الأزهرى: لم يرد به سواد الشفة خاصة، وإنما أراد لعس ألوانهم، سمعت العرب تقول: جارية لعساء. إذا كان فى لونها أدنى سواد فيه شربة حمرة ليست بالناصعة. تهذيب اللغة ١/ ١٨٢، والنهاية ٤/ ٢٥٣. والظرفاء: جمع الظريف، والظَّرْف: البراعة وذكاء القلب. ينظر تهذيب اللغة ٥/ ٤١.